الابتلاء
سنه من سنه الله ، ولن تجد لسنه الله تبديلا ولن تجد لسنه الله تحويلات ، ويقول
الله فى سوره العنكبوت " الم * احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم
لايفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين
" ، وقد يكون الابتلاء هو سر الموت والحياه ، يقول الله تعالى " تبارك
الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدر * الذى خلق الموت والحياه ليبلوكم ايكم احسن
عملا وهو العزيز الغفور " ، فالله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياه ليختبر
خلقه ، فلماذا خلقنا الله ليبتلينا ، او ماهى حكمه الابتلاء
الابتلاء له حكم كثيره منها ماذكرته آيه سوره العنكبون :
" ليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " ، ومنها ان يختبر صبر
العباد " وجعلنا بعضكم لبعض فتنه اتصبرون ؟ " ومنها ان يختبر رضاهم
بقضائه وقدره ، " الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون
" ، ومنها ان يصنف الناس الى اصحاب الجنه واصحاب النار " ام حسبتم ان
تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين "
والابتلاء
له صور كثيره ، اشهرها وايسرها الابتلاء بالشده
" ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الايام نداولها بين الناس
" ، والابتلاء بالجوع والفقر " ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من
الاموال والانفس والثمرات ، وبشر الصابرين " ، واخفاها واصعبها هو الابتلاء
بالخير " ونبلوكم بالخير والشر فتنه " لان الانسان عاده لايحس انه
ابتلاء ، بل على العكس يحس انه اصطفاء ، كما قال صاحب الجنتين " وما اظن
الساعه قائمه ولكن رددت الى ربى لأجدن خيرا منها منقلبا " اى انه يظن ان الله
اصطفاه بالجنتين فى الدنيا ولابد انه يدخر له ماهو افضل منها فى لآخره ، والابتلاء
قد يكون فى الاموال والاولاد " لتبلون فى اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين
اوتوا قبلكم ومن الذين اشركوا أذى ً كثيرا ، وان تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم
الامور " ، ويقول تعالى
"
واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنه ، وان الله عنده أجر عظيم "
فطيف يتعامل
العبد مع ابتلاء الله ، للعبد عند الابتلاء عده مقامات
الاول مقام الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره
" قالوا إنا لله وانا اليه راجعون " وعندما يأمر الله ملائكته بقبض ولد
عبده فيفعلون فيقول الله لهم اقبضتم ولد عبدى اقبضم ثمره فؤاده ، فيقولون نعم يارب
فيقول ماذا قال عبدى ؟ وهو اعلم فيقولون حمدك واسترجع ، فيقول ابنوا لعبدى بيتا فى
الجنه وسموه بيت الحمد
والثانى مقام الشكر ، كما قال الفاروق رضى الله عنه
انى اشكر الله عند وقوع البلاء على ثلاثه امور ، الاول انه لم يكن اكبر من ذلك ،
والثانى ان الله الهمنى الشكر عليه والثالث انه لم يكن فى دينى ، نعوذ بالله ان
نبتلى فى ديننا
والثالث مقام التفكر ، اى ان يتدبر العبد لم كتب
الله عليه الاعتقال مثلا ، اما لكى يتخلص من صفه او صفات ذميمه او ان يكتسب صفه او
صفات حميده ، واما ان يستزيد علما واما ان يتقن حفظا او يزيد مايحفظه ، واما ان
يكتسب مهاره من مهارات الحياه ، مثل كيفيه التعامل مع الناس او مايسمى بالذكاء
الاجتماعى ، او التعامل مع عشره آخرين مثلا فى غرفه اربعه امتار فى اربعه امتار
والخامس مقام المنحه ، وهو ان يرى النصف الممتلىء من
الكوب ، فالمحنه تنقلب الى منحه اذا استغل الانسان وقته او اذا حسّن علاقته
بعائلته واصدقائه ، او اذا ابصر عيوبه واصبح اكثر ادراكا ً لذاته ، وعاهد نفسه اذا
خرج من المحنه الايعود الى ماكان يفعله من معاصى او تعاملات غير سويه ، او إذا خرج
الشاب منها رجلا ، او اذا خرج الرجل منها اعرف بدينه واحرص على خدمته ، واكثر
منهما للقوى الموجوده فى بلده وفى العالم ، واكثر بصيره فى كيفيه السير بسفينه
الدعوه بين الصخور واثناء الانواء والعواصف ، ولكن ذلك لن يأتى صدفه ، انما على
الانسان ان يسير فى خطوات
1. ادراك
الذات والتفكر فى لماذا اتى الله بى الى المعتقل ، ولماذا اكتب على الاعتقال ؟
فهو الوحيد
الذى يستطيع – ان اجتهد كثيرا – ان يصل الى مراد الله ، فعندئذ يحدد وصفه او اكثر
يريد التخلص منها ، وخلق او اكثر يريد التخلق به ، ويحدد نقاط ضعفه سواء فى حفظ
القرآن او فى معرفه التاريخ او فى الاداره ... الـــخ ، وبذلك يحدد الغايه التى
يريد ان يصل اليها
2.
وباستخدام فقه الاولويات يضع الاهم فالمهم
3. ثم يضع
خطه لتحقيق مراد الله من الاتيان به لهذا المكان ، وممكن ان يضع خطه لمده سنه مثلا
، فإن من الله عليه بالافراج فهو من فضل الله ، ولابد ان يستعين بإخوانه ليقيس مدى
تقدمه فى اكتساب صفات جديد او التخلى عن صفات ذميمه ، ويستعين بمن هو اعلم به
للتزود من العلم ، ويقرأ الكتب ، ويستعين بصديق ليسمّع له مايحفظ .. وهكذا ، ولابد
ان بقيس تقدمه شهرا بشهر حتى لايمضى العام ويفاجأ انه لم يحقق الا هدفا واحدا من
عاده اههداف كان قد وضعها
والسادس مقام الفرصه ، وهو ان يرى الفرصه التى يتجها
له لاعتقال مع اناس لا يعرفون لهم غايه ، او اناس لم يصلوا الى الفهم الصحيح ، فهم
اهل السنه والجماعه ، او اناس تضخمت لديهم اهداف اقل اهميه فطغت على الاهم ، وفرصه
الدعوه مع الجنائيين فرصه عظيمه ، لانه لو هدى الله بك رجلا واحدا فلن تخلّص
المجتمع مع عضو فاسد فحسب وانما ستنتج عضوا صالحا ، وهناك الفرصه فى ان يراجع
الانسان عمله فى الدعوه ، وينظر بحيده الى النتائج التى تحققت فلو وجد خيرا فليحمد
الله ، ولو وجد غير ذلك فلابد ان يراجع اساليبه وخطته ويحسن فيها ، وينظر بعمق فى
مسيره الحركه الاسلاميه ككل ، وهو مايسمى بالمراجعات ، وهى مطلوبه كل عشر سنين على
الاكثر ، ولكنها فرصه اثناء الاعتقال حيث يتوفر الوقت ويتوفر الاخوان من كل
الاقسام ومن العديد من المحافظات ، فقد يستفيد من التحدث مع اخ من محافظه اخرى
فكره يطبقها ، وقد يستفيد من قراءه تجارب الامم السابقه تحليلا لما حدث ولماذا حدث
، وكيف سنتلافى الاخطاء السابقه
والسابع مقام العلاقه مع الاهل ، ولقد رأينا فى هذه
المحنه وفى المحن السابقه عجبا ً اسرا ً على وشك الانهيار وحدتها المحن ، وشحناء
بين الاخوه وبينهم وبين امهم وقد صارت التحاما وتكاتفا امام الشده ، ورأينا كيف
ينظر الابناء وامهم الى الاب الصامد نظره اعجاب وتقدير ، فهى فرصه لزياده او اصر
المحبه فى الاسره ، وهى فرصه لزيادة الابداعات فى بنك العواطف ، وهى فرصه للابد
الضال ان يرجع ، للزوجه غير الراضيه ان تعلم انها كانت تعيش فى نعم كثيره ، ولعل
استفاده الاخ من قراءه كتب تربيه الاولاد وكتب كيفيه التعامل مع الزوجه تعنيه
كثيرا فى هذا المجال
والثامن مقام عباده الدعاء ، وهى عباده عظيمه ،
ويقول الله تعالى " امن يجب المضطر اذا دعاه يكشف السوء " ، فهذا
الاضطرار يجعل العبد اقرب الى ربه ، يدعوه باستمرار ، والله تعالى يحب سماع صوت
عبده يدعوه ، فيؤجل الفرج حتى يزداد العبد قربا منه ، والمرء لابد ان يستغل كل
الاوقات الشريفه التى يظن فيها ان الدعاء مستجاب ، مثل اوقات السحر وادبار الصلوات
ويوم الجمعه وعند نزول المطر ، ويدعو الله الله مستبطأ للاجابه ، فقد يكون الله قد
ادخر له اجابه الدعاء فى الآخره ، وقد يكون تأخر الخروج لحكمه لايعلمها الا الله
والثامن مقام انتظار الفرح ، وانتظار الفرج عباده
كما قال الرسول الكريم (ص) وهو ليس انتظارا ً سلبيا ، ولكنه انتظار ايجابى حيث
يشغل الاخ وقته بالذكر وقراءه القرآن وقراءة المفيد من الكتب والاستزاده من العلم
والتاسع مقام الاخوة ، وهو ان يعمل الاخ على خدمة
اخوانه وعلى تهوين الضيق بالسجن عليهم ، ودعمهم معنويا اذا كنت ثمه مشكله فى البيت
، او اذا كان قد فقد وظيفته ، او مرض احد ابويه ... ، ومن ذلك ان يستمع اليهم
بتعاطف ، ولايستمع بأذنيه وانما يستمع بقلبه اكثر ، ويسعى ان يفهم مالم يقله اخوه
، فالمؤمن كيّس فعلن يرى بنور الله .
والعاشر مقام العبوديه ، وهو ان يستشعر
المرء بان الله هو الغنى ونحن الفقراء اليه وانه هو القوى ونحن الضعفاء اليه ،
واننا نلجأ الى الله وحده الذى هو اكبر من العسكر ومن مَن ورائهم مهما بلغت قوتهم
، واننا عبيد الله يفعل بنا مايشاء " انا لله " وحده ، و " إنا
اليه راجعون " ، وكلما زاد مقام العبوديه وكذلك العبد لربه كلما ازداد قربا
منه حتى يحبه الله ، فإن احبه كان بصره الذى يبصر به ويده التى ينبطشن بها ورجله
التى يمشى عليه ، ولئن سأله لبحطيته ، وعند الوصول الى هذا المقام يحسن العبد بلذه
القرب بربه ، وهى لذه ان عرفها الملوك لجالدوه عليها بالسيوف
snaptube hd
ReplyDeletesnaptube app
snaptube app download
snaptube apk
ReplyDeleteIn love with this post.thankyou for the information.
Please do find the attached files and download it form our website.
https://apkmabbu.com/acmarket-apk/
ac market downloading
ac market
https://apkmabbu.com/shareit-apk/
shareit downloading
shareit apk
https://apkmabbu.com/live-nettv-apk/
live net tv
live net tv apk