Saturday, December 20, 2014

The Cell (Poem)

I received this poem from my niece who is living abroad:

In a dark cold cell
is a man with dreams 
faith and hope
A man I look up to
 
In a dark cold cell
are prayers and song
Laughter and tears
Aspirations and despair

In a dark cold cell
is a country in mourning
Waiting to heal
Longing for freedom

In a dark cold cell
is the tyrant
repenting 
yearning for forgiveness
he shall never have

so i replied to her poem with these new lines:

In a dark cold cell
Is a man with great  hopes
That his fellow – men
Will understand and act
A man who will never lose hope

In a dark cold cell
Prayers and doaa
That Allah may look at them
A look of mercy and forgiveness
That is all what they ask for

In a dark cold cell
Is a country trying to understand
Waiting to heal
While its wounds are bleeding every day
What went wrong with me ?

In a dark cold cell
Are young women
Caught marching in the streets
Or carrying balloons in front of the sea
What is wrong with our country ?

In some dark cold cells
Are 529 men sent to the death chamber
In a two-day trial
They never got the chance
Even to see the judge
What is wrong with our justice

In a dark cold cell
Is a young man not more than 16
Accused of throwing a tank over the bridge
And shooting an army jet
What is wrong with common sense ?

In a dark cold cell
Is the tyrant ,  laughing
Telling himself I told them
My time is better than what is coming
The future – not only the cell – will be dark and cold

A dark cold cell
Is waiting for another tyrant
He killed thousands
Wounded tens of thousands
Arrested  almost one hundred thousands
In a single year

In a dark cold cell
the country is beginning to understand
It sold freedom and bought dictatorship
It was fooled on the 30th of June
But waiting for the coming 30th of June
To put things right once and for all

In a dark cold cell the county is beginning to understand
It sold freedom and bought dictatorship
It was fooled on the 30th of June
But waiting for the coming 30th of June
To put things right once and for all

  

رسالة إلى أمي من محبسي

اماه ثار الشوق فى وجدانى و تقرحت من سهدها اجفانى
اماه طال الليل فى زنزانتى فمضيت اسطر من عجيب زمانىن
اماه لا ادرى بأيه احرف أقضيك حقك منبع الاحسان
فأقول:ويحك يا قريض هلم لى هل رحت تسكن واحه النسيان؟
هات القوافى يا قريض ودلنى ماذا لأمى قد يكون بيانى؟
القلب يهتف و الجوارح تنتشى ان مر طيفك بالفؤاد العانى
كم هزنى شوقى اليك فهل ترى يوما تعود اليكمو الحانى؟
فأقبل الايدى التى كم فى الصبا مسحت على رأسى بكل حنان
اماه فى ليل سكين حالم سجدت به الاكوان للرحمن
جاءوا الى مدججين سلاحهم و كأنهم بالحرب فى اعلان
و مضيت مصفود اليدين امامهم حتى وصلت الى يد السجان
فى حجره سفليه ألقوا بنا هى قبر احياء ....بلا اكفان
فيها من الحشرات أكبر دوله و كذاك مملكه من الجرذان
ان شئت فاسمعصرخه من مؤمن قد ذاق بالتعذيب كل هوان
جاءوا به بالليل من كرداسه ليعذبوه و زمره الرجال و الصبيان
قالوا ستمثل عند اكبر هيئه تقضى بكل العدل و الميزان
انا لست اعرف تهمتى و جنايتى من يستحل كرامتى و هوانى؟
وهناك قالوا:ان ذنبك واضح انت الذى تمشى مع الاخوان
اولست تدعو للخلافه دائما؟ اتظن انك مصلح الاكوان
تدعو لتطبيق الشريعه زاعما ان الصلاح بها لكل زمان
ضبطت بدارك للعلوم خزانه فيها الصحاح و مصحف عثمانى
كتبا وجدناها بدارك كلها تدعو لفكر جماعه الاخوان
هيا احبسوه و رحلوه الى طره حتى يذوق من الاذى و يعانى
اماه...تلك حكايتى و انا هنا فى روضه سكانها اخوانى
الليل عندهمو نحيب دائم من فرط خشيتهم من الديان
ذكر..و طهر..و اشتياق دائم للقاء احمد سيد الاكوان
اماه تلك حكايتى لا تجزعى انا عاشق للنور فيه جنانى
اماه لا تبكى على فاننى مستمسك بالحق و الايمان
مهما يطول الظلم فى ظلماته وتهان افكار ..تداس معان
سأظل انتظر الصباح على المدى يأتى بشرع الله.. بالقرآن
سأظل انتظر اندحارا للعدا و غدا تصان كرامه الانسان
سأظل انتظر انفراجا واعدا ترنو به مصر الى غد مزدان
سأظل انتظر الحبيب محمدا لى قدوه ...و لقلبى الولهان
سأظل انتظر الممات او الردى ان كان فى الموت راحه الابدان
سأظل اطلب من يمد لى يدا ينجينى من ظنى و من اشجانى
سأظل آمل ان يفهم شعبنا الفرق بين الطهر و الشيطان
الفرق بين اقوام ارادوا له الهدى يحيا مليئا بالطهر و الايمان
و الفرق بين اقوام اضلوه سدى و اخرجوه فى الثلاثين بالبهتان
قالوا له اخرج لنصره قائد للجيش ...اخرج لنصره الاوطان
فاذا المكيده قد حوته خيوطها وضاءه لكل ذى عينان
والان يصحو على لص سرق آماله فى حريه الاوطان
يصحو على ظلم تبدى و ابتدى يصحوا على رده لعصر فان
الله اكبر على الظلام نبدده الله اكبر.. نقولها من ثان
الصبح قادم و النهار امامنا و طريق امتنا الى الرحمن
سنظل نرفع رايه فى رايه و نظل نهتف للحق والميزان
وغدا ستطهر م الاثام ربوعها و غدا سيعلو جانب الرحمن



الابتلاء

الابتلاء سنه من سنه الله ، ولن تجد لسنه الله تبديلا ولن تجد لسنه الله تحويلات ، ويقول الله فى سوره العنكبوت " الم * احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم ، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " ، وقد يكون الابتلاء هو سر الموت والحياه ، يقول الله تعالى " تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدر * الذى خلق الموت والحياه ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور " ، فالله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياه ليختبر خلقه ، فلماذا خلقنا الله ليبتلينا ، او ماهى حكمه الابتلاء
الابتلاء له حكم كثيره منها ماذكرته آيه سوره العنكبون : " ليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " ، ومنها ان يختبر صبر العباد " وجعلنا بعضكم لبعض فتنه اتصبرون ؟ " ومنها ان يختبر رضاهم بقضائه وقدره ، " الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون " ، ومنها ان يصنف الناس الى اصحاب الجنه واصحاب النار " ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين "
والابتلاء له صور كثيره ، اشهرها وايسرها الابتلاء بالشده " ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الايام نداولها بين الناس " ، والابتلاء بالجوع والفقر " ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات ، وبشر الصابرين " ، واخفاها واصعبها هو الابتلاء بالخير " ونبلوكم بالخير والشر فتنه " لان الانسان عاده لايحس انه ابتلاء ، بل على العكس يحس انه اصطفاء ، كما قال صاحب الجنتين " وما اظن الساعه قائمه ولكن رددت الى ربى لأجدن خيرا منها منقلبا " اى انه يظن ان الله اصطفاه بالجنتين فى الدنيا ولابد انه يدخر له ماهو افضل منها فى لآخره ، والابتلاء قد يكون فى الاموال والاولاد " لتبلون فى اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا قبلكم ومن الذين اشركوا أذى ً كثيرا ، وان تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الامور " ، ويقول تعالى
" واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنه ، وان الله عنده أجر عظيم "
فطيف يتعامل العبد مع ابتلاء الله ، للعبد عند الابتلاء عده مقامات
الاول  مقام الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره " قالوا إنا لله وانا اليه راجعون " وعندما يأمر الله ملائكته بقبض ولد عبده فيفعلون فيقول الله لهم اقبضتم ولد عبدى اقبضم ثمره فؤاده ، فيقولون نعم يارب فيقول ماذا قال عبدى ؟ وهو اعلم فيقولون حمدك واسترجع ، فيقول ابنوا لعبدى بيتا فى الجنه وسموه بيت الحمد
والثانى  مقام الشكر ، كما قال الفاروق رضى الله عنه انى اشكر الله عند وقوع البلاء على ثلاثه امور ، الاول انه لم يكن اكبر من ذلك ، والثانى ان الله الهمنى الشكر عليه والثالث انه لم يكن فى دينى ، نعوذ بالله ان نبتلى فى ديننا
والثالث  مقام التفكر ، اى ان يتدبر العبد لم كتب الله عليه الاعتقال مثلا ، اما لكى يتخلص من صفه او صفات ذميمه او ان يكتسب صفه او صفات حميده ، واما ان يستزيد علما واما ان يتقن حفظا او يزيد مايحفظه ، واما ان يكتسب مهاره من مهارات الحياه ، مثل كيفيه التعامل مع الناس او مايسمى بالذكاء الاجتماعى ، او التعامل مع عشره آخرين مثلا فى غرفه اربعه امتار فى اربعه امتار
والخامس  مقام المنحه ، وهو ان يرى النصف الممتلىء من الكوب ، فالمحنه تنقلب الى منحه اذا استغل الانسان وقته او اذا حسّن علاقته بعائلته واصدقائه ، او اذا ابصر عيوبه واصبح اكثر ادراكا ً لذاته ، وعاهد نفسه اذا خرج من المحنه الايعود الى ماكان يفعله من معاصى او تعاملات غير سويه ، او إذا خرج الشاب منها رجلا ، او اذا خرج الرجل منها اعرف بدينه واحرص على خدمته ، واكثر منهما للقوى الموجوده فى بلده وفى العالم ، واكثر بصيره فى كيفيه السير بسفينه الدعوه بين الصخور واثناء الانواء والعواصف ، ولكن ذلك لن يأتى صدفه ، انما على الانسان ان يسير فى خطوات
1. ادراك الذات والتفكر فى لماذا اتى الله بى الى المعتقل ، ولماذا اكتب على الاعتقال ؟
فهو الوحيد الذى يستطيع – ان اجتهد كثيرا – ان يصل الى مراد الله ، فعندئذ يحدد وصفه او اكثر يريد التخلص منها ، وخلق او اكثر يريد التخلق به ، ويحدد نقاط ضعفه سواء فى حفظ القرآن او فى معرفه التاريخ او فى الاداره ... الـــخ ، وبذلك يحدد الغايه التى يريد ان يصل اليها
2. وباستخدام فقه الاولويات يضع الاهم فالمهم
3. ثم يضع خطه لتحقيق مراد الله من الاتيان به لهذا المكان ، وممكن ان يضع خطه لمده سنه مثلا ، فإن من الله عليه بالافراج فهو من فضل الله ، ولابد ان يستعين بإخوانه ليقيس مدى تقدمه فى اكتساب صفات جديد او التخلى عن صفات ذميمه ، ويستعين بمن هو اعلم به للتزود من العلم ، ويقرأ الكتب ، ويستعين بصديق ليسمّع له مايحفظ .. وهكذا ، ولابد ان بقيس تقدمه شهرا بشهر حتى لايمضى العام ويفاجأ انه لم يحقق الا هدفا واحدا من عاده اههداف كان قد وضعها
والسادس  مقام الفرصه ، وهو ان يرى الفرصه التى يتجها له لاعتقال مع اناس لا يعرفون لهم غايه ، او اناس لم يصلوا الى الفهم الصحيح ، فهم اهل السنه والجماعه ، او اناس تضخمت لديهم اهداف اقل اهميه فطغت على الاهم ، وفرصه الدعوه مع الجنائيين فرصه عظيمه ، لانه لو هدى الله بك رجلا واحدا فلن تخلّص المجتمع مع عضو فاسد فحسب وانما ستنتج عضوا صالحا ، وهناك الفرصه فى ان يراجع الانسان عمله فى الدعوه ، وينظر بحيده الى النتائج التى تحققت فلو وجد خيرا فليحمد الله ، ولو وجد غير ذلك فلابد ان يراجع اساليبه وخطته ويحسن فيها ، وينظر بعمق فى مسيره الحركه الاسلاميه ككل ، وهو مايسمى بالمراجعات ، وهى مطلوبه كل عشر سنين على الاكثر ، ولكنها فرصه اثناء الاعتقال حيث يتوفر الوقت ويتوفر الاخوان من كل الاقسام ومن العديد من المحافظات ، فقد يستفيد من التحدث مع اخ من محافظه اخرى فكره يطبقها ، وقد يستفيد من قراءه تجارب الامم السابقه تحليلا لما حدث ولماذا حدث ، وكيف سنتلافى الاخطاء السابقه
والسابع  مقام العلاقه مع الاهل ، ولقد رأينا فى هذه المحنه وفى المحن السابقه عجبا ً اسرا ً على وشك الانهيار وحدتها المحن ، وشحناء بين الاخوه وبينهم وبين امهم وقد صارت التحاما وتكاتفا امام الشده ، ورأينا كيف ينظر الابناء وامهم الى الاب الصامد نظره اعجاب وتقدير ، فهى فرصه لزياده او اصر المحبه فى الاسره ، وهى فرصه لزيادة الابداعات فى بنك العواطف ، وهى فرصه للابد الضال ان يرجع ، للزوجه غير الراضيه ان تعلم انها كانت تعيش فى نعم كثيره ، ولعل استفاده الاخ من قراءه كتب تربيه الاولاد وكتب كيفيه التعامل مع الزوجه تعنيه كثيرا فى هذا المجال
والثامن  مقام عباده الدعاء ، وهى عباده عظيمه ، ويقول الله تعالى " امن يجب المضطر اذا دعاه يكشف السوء " ، فهذا الاضطرار يجعل العبد اقرب الى ربه ، يدعوه باستمرار ، والله تعالى يحب سماع صوت عبده يدعوه ، فيؤجل الفرج حتى يزداد العبد قربا منه ، والمرء لابد ان يستغل كل الاوقات الشريفه التى يظن فيها ان الدعاء مستجاب ، مثل اوقات السحر وادبار الصلوات ويوم الجمعه وعند نزول المطر ، ويدعو الله الله مستبطأ للاجابه ، فقد يكون الله قد ادخر له اجابه الدعاء فى الآخره ، وقد يكون تأخر الخروج لحكمه لايعلمها الا الله
والثامن  مقام انتظار الفرح ، وانتظار الفرج عباده كما قال الرسول الكريم (ص) وهو ليس انتظارا ً سلبيا ، ولكنه انتظار ايجابى حيث يشغل الاخ وقته بالذكر وقراءه القرآن وقراءة المفيد من الكتب والاستزاده من العلم
والتاسع  مقام الاخوة ، وهو ان يعمل الاخ على خدمة اخوانه وعلى تهوين الضيق بالسجن عليهم ، ودعمهم معنويا اذا كنت ثمه مشكله فى البيت ، او اذا كان قد فقد وظيفته ، او مرض احد ابويه ... ، ومن ذلك ان يستمع اليهم بتعاطف ، ولايستمع بأذنيه وانما يستمع بقلبه اكثر ، ويسعى ان يفهم مالم يقله اخوه ، فالمؤمن كيّس فعلن يرى بنور الله .
والعاشر  مقام العبوديه ، وهو ان يستشعر المرء بان الله هو الغنى ونحن الفقراء اليه وانه هو القوى ونحن الضعفاء اليه ، واننا نلجأ الى الله وحده الذى هو اكبر من العسكر ومن مَن ورائهم مهما بلغت قوتهم ، واننا عبيد الله يفعل بنا مايشاء " انا لله " وحده ، و " إنا اليه راجعون " ، وكلما زاد مقام العبوديه وكذلك العبد لربه كلما ازداد قربا منه حتى يحبه الله ، فإن احبه كان بصره الذى يبصر به ويده التى ينبطشن بها ورجله التى يمشى عليه ، ولئن سأله لبحطيته ، وعند الوصول الى هذا المقام يحسن العبد بلذه القرب بربه ، وهى لذه ان عرفها الملوك لجالدوه عليها بالسيوف


رسائل الى الآباء والامهات - الرساله الثالثه

لقد حاولت أن اوضح فى الرسالتين السابقين ان فتره الاعتقال لو احسن استغلالها لما اصبحت وقتا ضائعا ، وانما ستصبح – بإذن الله – فتره نافعة جدا ً لابنائنا الطلاب سواء فى اكتساب مهارات الحياه او استكمال جوانب شخصيتهم ، وسأحاول فى هذه الرساله ان اتناول دور الاب والام فى هذه المحنه ، وكيف بعطون القدوه لابنائهم المعتقلين فى الصبر  واكتساب مهارات حياتيه وشخصيه فى نفس الوقت .
اولا ً: حكمة الابتلاء : الابتلاء سنة من سنين الله تعالى وله فيه حكم متعدده فقد نص على ذلك بوضوح فى اول سوره العنكبوت " الم ، احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لايفتنون " ، بالطبع لا ، فالابتلاء سنه من سنن الله لعباده لينظر كيف يعملون ، يصبرون ام يجزعون ؟ وكان الخليفه الثانى – الفاروق – يقول ان له فى البلاء ثلاثه امور للشكر عليه وهى :
الاول : انه لم يكن فى دينه .. نسأل الله تعالى ان لايقتننا فى ديننا .. آمين
الثانى : انه لم يكن اكبر من ذلك : فاعتقال الابن ارحم كثيرا من اصابته بالرش او الرصاص – لاقدر الله .
الثالث : انه قد وهن الله القدره على الصبر عليه : وهو الصبر الجميل الذى لاجزع معه ولابد ان يبحث الابن المعتقل ووالده عن حكمه الله فى ابتلاءه هو شخصيا ، فقد تكون انه او والديه لايتحملان اصابته بالرش او الرصاص ، والمصابون يتساقطون كل يوم ، وقد تكون فى استكمال جوانب الشخصيه مثل الرجوله والصبر وتحمل المسئوليه ، وهى جوانب او استكملها ابناؤكم فى فتره الاعتقال فستكون افضل من اى بكالوريوس او ليسانس ، وقد تكون فى زياده الروابط الاسريه
والمؤمن الفطن هو الذى يبحث عن حكمة الله فى المحنه ، ثم يستفيد من المحنه اقصى استفاده ، فى التخلق بصفات معينه او التخلص من عادات سيئه ، او اكتساب مهارات محدده ، واكتساب الصفات ممكن لان رسول الله ( ص ) قال : " انما الصبر بالتصبّر وانما الحلم بالتحلّم
ثانيا دور الاب والام مع الابن المعتقل
رغم اننى ارى ابنائى الطلاب جالا ً لم تهزهم المحنه ، وتراهم ضاحكين مملئين حياه ويتصرفون كأحسن مايكون ، الا اننا ينبغى ان لاننسى انهم دون العشرين ، وان الموجة عاليه والظلم طاغ ٍ والحبسة طويله ، ولابد ان يكون الدور الاساسى للاب والام فى هذه المحنه هو تثبيت الابن ، وهذا لن يحدث الا اذا كانا هما اصلا ثابتين وبعث الامل والثقه بالله فى نفسه ، ويجب ان يكونا اصلا ممتلئين املا ً وثقة بالله ففاقد الشىء لايعطيه
وليت الاب يكون مصدرا ً دائما لدعم الابن – كما نرى فعلا ً كثيرا من الآباء ، فى حسن استغلال وقته اثناء الاعتقال ، وليته ينصحه بوضع خطه لذلك ويتابعه فى تنفيذها ويحفزه فهذا الجهد من الابن المعتقل يهون عليه الحبس ، ولايجعله يحس بثقل الوقت
ثانيا : عدم الانخداع بالاعلام المفرض : الذى شوه الحركه الاسلاميه التى اختارت السلميه اختيار استراتيجيا وليس تكتيكيا ً ، ولم يثبت على اعضائها اى حادث عنف قبل الانقلاب ، ولكن الانقلاب دأب على شيطنه الحركه الاسلاميه والصاق كل تهمه بها دون بينه ، فليت الاب والام يفهمان حقيقه الوضع ولايمثلان عبئا نفسيا على ابنهم المعتقل بتبنى آراء اعلام الانقلابيين
ثالثا : الكف عن الشكوى من السنوات الضائعه : من عمر الابن المعتقل ، فكما اوضحت فى الرسالتين السابقتين ان فتره الاعتقال يمكن ان تكون مثمره جدا ً فى اكتساب مهارات الحياه وتحسين الشخصيه ، ولكن لابد من تحديد المهارات المطلوبه وجوانب الشخصيه المراد تحسينها ثم وضع خطه لذلك
المهارات المطلوبه لسوق العمل فى القرن الجديد : لقد وقعت مصر من عشرين سنه اتفاقيه التجاره الحره التى تمنع وضع قيود من اى نوع على السلع والخدمات ، ومعنى هذا ان المهندس او الطبيب او المحاسب المصرى سيكون فى تنافس مع مثيله الهندى او الفيلبينى ولذا ففى الجانب الهندسى مثلا – وانا مهندس استشارى منذ ثلاثين عاما – يجب ان يكون لدى المهندس مهارات مثل : القدره على العمل فى فريق متعدد التخصصات – الوعى بالجوانب البيئيه عند دراسة اة مشروع – القدره على قيادة فريق – مهارات الاتصال والعرض واستخدام الحاسب الالى والبرامج الجاهزه ، ولما لم تعنى الجامعات والمعاهد الهندسيه فى مصر بهذه الجوانب اصبح المهندس الاردنى والفلسطينى واللبنانى اشد طلبا فى السعوديه والخليج من المهندس المصرى ، ولذا فاستكمال المهارات وجوانب الشخصيه هام جدآ للعمل بعد التخرج ، وليت ابنائى الطلبه يضعون خطه لاستكمال كل مايمكن منها للاستفاده بفتره الاعتقال احسن استفادة
وليعرف الآباء والامهات الاهم فالمهم ، فالاهم ان يصبح ابنهما رجلا بكل ماتحمله الكلمه من معنى ، والتالى فى الاهميه هو ان يصبح مهندسا او محاسبا او طبيبا ، وهذه المحنه ستصنع منه ليس فقط رجلا ، ولكن رجل فاهم لدينه عامل لرفعه وطنه
رابعا : الدعاء والابتهال الى الله : وهما من افضل الاعمال اثناء المحن ، وانتظار الفرج عبادة ، ولكن اهم شىء هو عدم استعجال الاجابه ، فقد يكون الله يدخر الاجابه منزله ً اعلى فى الآخره ، وقد تكون المحنه فرصه للتفكير عن الذنوب .
اخيرا ً اسأل الله ان يرضّنا بقضائه ويجعلنا من الذين يستمعون القول فتبعون احسنه ، ونسأله افراجا عنا جميعا عاجل غير آجل .. آميـن


رسائل الى الآباء والامهات - الرساله الثانيه

بعد هذا العرض السريع لسمات الحياه فى المعتقل نرجع الى الاجابه عن السؤال كيف يمكن ان يستغل الطالب فتره الاعتقال فى تنميه مهارات حياتيه مهمه وجوانب مهمه فى شخصيتهم ؟
اولا : يجب ان يحدد المهارات التى يريد اكتسابها وجوانب الشخصيه التى يريد استكمالها فكل امرىء ادرى بنفسه ، وله ان يستعين بوالديه فى ذلك ، وسنستعرض بسرعه مهارات الحياه التى يجب ان يكتسبها :
1. كيفيه التعامل مع الناس : وهى تحتاج لتنميه اخلاق احترام الكبير وحب الخير وان تخاطب الناس على قدر عقولهم ، وجوانب الصدق والصراحه
2. مهارات الاتصال : وتشمل مهارات العرض اى كيف يعرض المرء رأيه وكيف يسوّق مهاراته فى المقابلات الشخصيه ، وكيف يحسن الاستماع للآخرين ويستفيد مما لديهم من علم او خبره ، اى يستمع اكثر مما يتكلم
3. مهاراه العمل فى فريق : وهى كيف يتعاون ويتآزر مع الآخرين ، بحيث يحترم كل فرد دور الآخر ، وتثمّن مهاراته وقدراته ، ويعملون وفق خطه وبرؤيه واضحه ، وكيف يتيمون انفسهم كفريق ويعلمون على تحسين نقاط الضعف
4. مهاراه قياده فريق : وهى من اهم المهارات المطلوبه فى القرن الحادى والعشرين ، وتكتسب عن طريق صفات القيادة من رؤيه واضحه وحزم فى التعامل وقدره على اتخاذ القرار فى الوقت المناسب وتحمل للمسئوليه وحسن اداره الازمات اما جوانب بناء الشخصيه فنستعرض بسرعه بعضها :
1- الرجوله : وهى ليست الذكوره ، فالرجوله للرجل والمرآه كليهما ، وهى ان يكون صادق الوعد ، فحافظا على كلمته ، شجاعا ً فى الحق ، ثابتا ً على المبدأ ، كما قال الله تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نخبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ً .. اللهم اجعلنا منهم .. آمين
2- الصبر : وهو الصبر على الطاعه والصبر عن المعصيه والصبر على قضاء الله وقدره صبرا جميلا ، وهو الصبر الذى لاضجرو لاشكوى معه
3- المبادرة والمثابرة :وهى ان تغير نفسك اولا ، وتكون ايجابيا ، وهى الاصرار على تحقيق الاهداف ، والاستمرار على الطريق مهما كانت الصعاب ، والتزام جماعه المسلمين وامامهم والثقه فى موعود الله
4- الطموح : وهو وضع الاهداف الطموحه رغم الواقع الصعب ، وان تكون له نفس تواقه الى المعالى والبعد عن سفاسف الامور .
5- الامانه : وهى مجاهدة النفس على الالتزام بالحق والصدق فى التعامل مع الناس والابتعاد عن كل جوانب الخداع مهما كانت مسمياتها
6- الثقه بالنفس : وهى تنبع من معرفه الانسان بقدراته العاليه وثقته فى جدراته الفنيه والشخصيه ، وثقته فى الطريق المستقيم الذى يسير عليه
ثانيا ً : وضع خطه لاستكمال الجوانب التى حددها لنفسه ، وتكون بعده طرق :
1. الجانب النظرى : وذلك عن طريق الدروس والمحاضرات وقراءه الكتب المفيده فى المهارات او جوانب الشخصيه التى يبغى اكتسابها
2. الجانب العملى : وذلك عن طريق التطبيق العملى لما اكتسبه نظريا ، والمشاركه مع زملائئه المعتقلين فى الاعمال المختلفه ، مع تقييم كل ٍ لتقدم اخيه
ويكون ذلك بأن يتبرع الأخوه الاكبر سنا ً بجانب من وقتهم لمراجعه خطه كل طالب من ابنائنا الطلاب ، وعمل الاقتراحات اللازمه حسب مايراه من صفاته الشخصيه ، فالمؤمن مرآه اخيه ، ثم يتم ترتيب الدروس والمحاضات النظريه لكل مجموعه وحسب احتياجاتها ، ويلى ذلك التدريب على الجوانب العمليه تحت اشراف وتقييم الاخوه الاكبر ، ولدينا خبراء فى التنميه البشريه يمكنهم مراجعه وتعديل كل ماسبق
نعم ، إنه جهد علمى منظم ، وليس عملا عشوائيا ، فقد أمرنا ديننا ان نأخذ باسباب العلم والتخطيط ، والانضيّع الوقت فيما لافائدة فيه ، زهذا ليس كل ماسيفعله ابنائنا الطلاب ، ولكن بالاضافه الى ذلك يجب ان يكون له ورد يومى من قراءة القرآن وحفظه ، وورد لقراءة الكتب المفيده وما أكثرها ، ووقت يقضيه مع الاكثر منه خبرة ليستفيد من خبرته ويستزيد من علمه ، ووقت لمناقشه الامور الهامه لمستقبله الشخصى ومستقبل مصر فى هذه الظروف الاقليميه المضطربه
 ويجب الاينسى ان يكون له ورد يومى من الرياضه البدنيه ، ورغم قلة الامكانات والمساحه المتاحه لذلك الا أنه من الممكن عمل التمرينات السويديه الشاقه يوميا .
واخيرا ارجو ان اكون قد وفقت فى الاجابه عن السؤال : هل سنه ( او سنتى ) الاعتقال وقت ضائع ؟ وارجو ان اكون قد تمكنت من اقناع الآباء والامهات ان ابنائهم فى أيد امينه ، وانهم – ان شاء الله – سيخرجون من هذه المحنه اصلب عودا ً واقوم شخصية واصوب رأيا واشد عزما ً وامتن خلقا واشد برا ًواقوم دينا ً
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل ، وفى الرساله التاليه نوضح دور الآباء والامهات مع ابنائهم المعتقلين


رسائل الى الآباء والامهات - الرساله الاولى

 حدثنى بعض ابنائى طلاب كليه الهندسه المعتقلون عن انزعاجهم من ضياع العام الدراسى الماضى واحتمال ضياع العام الدراسى الحالى بسبب اعتقالهم ، فبادرتهم بالسؤال : هل وجود الطلاب فى المعتقلات لمده سنه او سنتين يعتبر وقتا ضائعا ؟ هذا ماسنحاول الاجابه عليه فى هذه الرسائل القصيده
واحب اولا ان أقدم نفسى للآباء والامهات الذين أخاطبهم بهذه الرسائل ، فأنا استاذ متفرغ ( على المعاش ) فى كليه الهندسه بالمطريه ، وكنت مديرا ً لمركز التنميه التكنولوجيه بجامعه حلون ، وكنت رئيسا للجنه التعليم بنقابه المهندسين قبل اعتقالى ، وقد صدر لى كتاب ’ التعلم المستنير لمواكبه عالم سريع التغيير – الجزء الاول ‘ سنه 2004 ، واعمل حاليا على الجزء الثانى منه ، ولذلك فأنا مهتم بالتعليم عموما والتعليم الهندسى على وجه الخصوص منذ اكثر من ثلاثين سنه
واحب ثانيا ان اوضح بعض الفوارق بين نظام التعليم المصرى ونظم التعليم فى الدول المتقدمه فى النقاط التاليه :
1. التعليم المصرى فى المدارس قائم على التلقين ، وقد افسده لدرجه كبيره اعتماد الطلاب على الدروس الخصوصيه ، بحيث اصبح الطالب لايعتمد على نفسه فى الحصول على المعلومه ولا فى التفكير لحل مسائل الرياضيات ، بينما التعليم فى الدول المتقدمه يقوم على الفهم ، ولايعطى الطالب المعلومات كلها وانما يعلمونه كيف يحصل عليها من الانترنت والمراجع ، ولايعطى حل مسائل الرياضيات وانما يترك ليجتهد فى حلها بنفسه
2. الطالب في أوروبا وأمريكا يشجع على العمل أو السفر لرؤية العالم لمده سنتين بعد الحصول على الثانوية ألعامه وقبل الالتحاق بالجامعة ، فالجامعات هناك متوفرة وتغطى احتياجات كل الطلاب ، ولذا فالطالب يختار التخصص الذي يحبه دون تقيد بشرط المجموع ، وبذلك تكون فائدة هاتين السنتين هي إن يتعرف الطالب على المهن المختلفة حتى يختار التخصص الذي يحبه ، وان يكتسب الطالب مهارات الحياة وجوانب الشخصية التي تساعده في حسن استكمال تعليمه الجامعي ، وتساعده في سوق العمل بعد تخرجه .
وهذه نقطه هامه أحب إلقاء الضوء عليها، فالطالب في الدول المتقدمة يتم إعداده لسوق العمل وليكون مواطنا صالحا منتجا بالتركيز على ثلاثة جوانب، وليس جان واحد كما يحدث في التعليم المصري، هذه الجوانب هي:
الجوانب الفنيه : مهارات التخصص العلمى من طب وهندسه ومحاسبه وقانون ... الـــخ
جوانب مهارات الحياه : وهى المهارات الناعمه من كيفيه التعامل مع الناس ومهارات الاتصال والقدرة على العمل فى فريق وقياده فريق ... الـــخ
جوانب بناء الشخصيه : وتُعنى بغرس الجوانب الايجابيه فى الشخصيه من رجولة وصبر ومثابره وطموح وثقه بالنفس ... الـــخ
ولذلك ينصح الطالب فى الدول المتقدمه بعد انهاء الدراسه الثانويه بالعمل لمده سنتين او السفر حول العالم لاكتساب هذه الخبرات المختلفه ، والهدف هو تنميه الجانبين الثانى والثالث من مهارات الحياه والشخصيه فهل هاتين السنتين فى حياه الطالب الامريكى – مثلا – سنتين ضائعتين ؟
ان النظره المحدودة التى ينتظر بها الطلاب تعليمه كله فى سبعه عشره سنه ( 12 سنه تعليم اساس و5 سنوات تعليم جاممعى ) ، دون الاهتمام بالمهارات التى اكتسبها او شخصيته ولذلك يدخل الخريج المصرى سوق العمل وهو غير مزود بمهارات الحياه اللازمه جدا فى القرن الحادى والعشرين
فالسؤال الآن هو كيف يستغل ابنائنا الطلاب فتره الاعتقال فى تنميه مهارات مهمه وجوانب مهمه فى شخصيتهم ، ولكى اجيب على هذا السؤال يجب اولا ان اوضح للساده الآباء والامهات شيئا بسيطا عن طبيعه الاعتقال مع اعضاء الحركه الاسلاميه فلو اتيحت لاحدكم الفرصه لرؤيه كيف يحيا هؤلاء المعتقلون فستجدون الآتى :
1- الاطمئنان : فأبناء الحركه الاسلاميه مطمئنون الى موعود الله ، ويعتبرون ان المحن جزء من سنه الله فى الدعوات ، كما حث مع الرسل صلوات الله عليهم
2- الصبر : لان اول شىء يفعله المؤمن عندما مايبتليه ربه هو ان يصبر على هذا البلاء
3- الرضا : وثانى شىء يفعله المؤمن مع ربه هو أن يرضى بقضائه وان يعلم أنه خير له ، لقول رسولنا الكريم (ص) : عجبت لأمر المؤمن ، ان امره كله خير ان اصابته سرّاء شكر فكان خير له ، وان اصابته ضرّاء صبر فكان خير له ، وليس ذلك الا للمؤمن
4- التعاون : فتجد كل غرفه من غرف السجن وكل عنبر من عنابره مملؤه اخوة متحابين متعاونين يؤثر كل منهم الآخر على نفسه
5- الاستفاده من الوقت : فلا وقت ضائع ، وانما قراءة للقرآن ، وحفظ لآياته ، او قراءة للكتب المفيده ، او حضور دروس العلم ، او تأليف الكتب كما افعل
 6- الاستفاده من بعضهم لبعض : فتستفيد من علماء الازهر علما شرعيا ، ونستفيد من اساتذه الجامعات علما فنيا ، ونستفيد من خبره كل ٍ منا فى عمله الحياتى ، اذا يقص كل منا على اخوانه هذه الخبرات
ونكمل تجابه السؤال فى الرساله الثانيه بإذن الله