Tuesday, January 13, 2015

المشاعـر

ان العلم الحديث اثبت ان المشاعر تدخل فى التفكير ، والحقيقه ان المشاعر تدخل ايضا فى الايمان ، وفى كل جوانب الحياه ، وقد ركز الرسول الكريم (ص) على المشاعر تركيزا كبيرا وبالذات الحب والموالاه والخصام والاحسانوالتحكم فى الغضب وكظم الغيظ
الحب
يقول الله تعالى " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " ، وتوضح هذه الآيه ان الحب هو الدافع لاتباع اوامر الله واجتناب نواهيه ، واتباع رسول (ص) فى كل مايأتى به ، والايمان لايكتمل الا بحب الله ورسوله ، ويقول رسولنا الكريم " لايؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ماله وولده ومن الناس اجمعين " ، وقد تعجب عمر رضى الله عنه كيف يمكن ان يحب الانسان الرسول (ص) اكثر من نفسه ، اذا قال للرسول (ص) انه يجبه اكثر من والده وولده ، ولكنه لم يستطع ان يقول انه يحبه اكثر من نفسه التى بين جنبيه ، ولكنه لما تفكر ان كل الخير الذى وصل اليه عندما دخل الاسلام بسبب الرسول (ص) احس انه يحبه اكثر من نفسه التى بين جنبيه ، فلما اخبره ذلك قال له الرسول الكريم " الآن ياعمر " اى الآن اكتمل ايمانك ياعمر
ولذلك عندما نتأمل آيه سوره التوبه " قل ان كان آباؤكم وابناؤكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها ، وتجاره تخشون كسادها ، ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره ، والله لايحب القوم الفاسقين عندما نتأمل هذه الآيه نجد ان الله سرد فيها كل مايحبه الانسان حبا جما من انواع المال والولد : حب الابناء والاهل والعشيره ، وحب الاموال والتجاره ، وحب المساكن والضياع ، ثم قرر حقيقه إن كان هؤلاء أحب الى المرء من الله وجهاد فى بيله فالانسان لن يكون قد اكتمل جوانب الايمان وعليه ان يتربص حتى يأتى الله بأمره ، وقد استخدم الله فى وصفه لفظا شديدا وهو الفسوق وعندما نتأمل فى هذه الآيه نعجب من كله إقترفتموها ، فالانسان يقترف جريمه ، اى ان لفظ يقترف توحى بان هذا المال وليس من طريق حلال ، وكذلك لفظ تخشون كسادها فى حاله التجاره ، فالمرء يخشى حتى من قول كلمه الحق اذا كان تاجرا ً ، لان اى غضب من الحاكم عليه سيجعله يفقد تجارته وتكسد ، ويقول الرسول (ص) فى معنى الحديث ان الولد مجبنة مبخلة ، ان ان الشاب قبل الزواج يسير فى المظاهرات ويحمل اللافتات ويتحدى الظالمين ، اما بعد الزواج والانجاب فيحس انه مسئول عن زوجه وابناء فيخشى الاعتقال لو سار فى مظاهره ، ويبخل بماله ، لانه كما يقول الغوغاء ’ اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع ‘
الحب فى الله والبغض فى الله
ويتفرع من هذا الحب : الحب فى الله والبغض فى الله ، كما يقول الله تعالى " لاتجد قوما يؤمنون بالله ورسوله يوادّون من حادّ الله ورسوله ولوكانوا آبائهم او ابنائهم او اخواتهم او عشيرتهم اولئك كتب فى قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله ، الا ان حزب الله هم المفلحون ّ ، وهنا ايضا يربط القرآن الحب فى الله او الموده بالايمان ، فلايكون الحب والموده الا لمن يوالى الله ورسوله ، امامن حاد الله ورسوله فلاموالاه معه ولو كان من الاباء والابناء او الاخوه او العشيره او حتى الزوجه ، كما قال الله تعالى فى حق زوجتى نوح ولوطا كانتا تحت عبدين من عباده صالحين فخانتاهما فلم يغيا عنهما من الله شيئا عليهما السلام
ومن حسن التعامل بين الناس – وهو مايسمونه الآن الذكاء الاجتماعى – أنك إذا احببت احدا ًفى الله ان تقول له يافلان إنى احبك فى الله ، فيرد عليك ويقول احبك الله الذى احببتنى فيه ، وقد سأل الرسول الكريم (ص) احد صحابته " استحب فلانا ؟ قال : نعم ، قال وهل اخبرته ؟ قال :  لا ، قال فاذهب واخبره .
واحيانا تكون المشاعر السلبيه مخذّيه فى القلب ، وهى حاله المنافقين ، فيقول الله تعالى " ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياه الدنيا ويشهد الله على مافى قلبه وهو الد الخصام ، واذا تولى سعى فى الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ، والله لايحب الفسادّ ، فلايكفى ان يعجب الانسان بقول من يقول ، ولكن لابد ان يوافق عمله قوله ، ولابد ان تجده ملتزما بالصلاه لانها اثقل شىء على المنافقين ، ولو اطلع الله الناس على مافى قلبه لوجدوه الد الخصام
وقد نهانا الله سبحانه وتعالى ان نتولى من قاتلونا فى الدين اواخرجوا اخواتنا الفلسطينين من ديارهم ، فقال عز وجل " إنما ينهاهكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين واخروجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم منكم فآولئك هم الظالمون "
والحقيقه ان الكفار والمنافقين بعضهم اولياء بعض ، وهم عصبه ووحده ضد اهل الايمان ، يقول تعالى " والذين كفروا بعضهم اولياء بعض ، الاتفعلوه تكن فتنة فى الارض وفساد كبير " ، فما هو الذى ان لم نفعله تكن فتنة فى الارض وفساد كبير ؟ ان يكون المؤمنون كذلك بعضهم اولياء بعض ، حتى يعينوا بعضهم البعض على اقامة الدين والتصدى لمؤمرات الفاسدين
الاحسـان
والاحسان هو الاتقان وهو ايضا من المشاعر الجميله التى تجعل الانسان يعطف على الفقير والمريض ويحس اليهم ، واعلى درجات الاحسان هو الاحسان الى الوالدين ، حتى ان جاهداك على ان تشرك بالله ماليس لك به علم ، فلاتطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا
ويقول الرسول الكريم (ص) " ان الله كتب الاحسان على كل شىء فإذا قتلتم فأحسنوا القتله ، واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحه ، وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته ، فالاحسان مطلوب حتى عند التعامل مع الحيوان الاعجمى ، وحتى اثناء ذبحه للانتفاع بلحمه ، لابد من الاحسان ، فلا يذبح حيوان امام آخر ، وليحد الجزار سكينه ويرح ذبيحته
كظم الغيظ
من الجوانب التى اكتشفت حديثا فى الانسان هى مايسمى بالذكاء الوجدانى وهو عدة مهارات ، منها اداره الذات ، حيث يدرك الانسان مشاعره لحظه تولدها لكى يكون قادرا على التحكم فيها ، وم اهم المشاعر التى يجب ان يتحكم فيها الانسان هى الغضب وذلك بكظم الغيظ ، يقول تعالى " وسارعوا الى مغفره من ربكم وجنات عرضها السموات والارض اعدت للمتقين ، الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين " وهناك قصه مشهوره عن احد احقاد الرسول (ص) عندما كانت جاريته تصب على يديه الماء للوضوء واخطأت خطئا كبيرا جعله يغضب بشده ، فقالت له والكاظمين الغيظ ، فقال : كظمت غيظى ، فقالت والعافين عن الناس ، قال : عفوت عنك ، قالت : والله يحب المحسنين ، فقال : اذهبى فانت حره لوجه الله
والرسول (ص) يوصى المسلم بوصايا جميله تساعده على اداره الذات ، فيوصى المرء اولا الايغضب ، كيف ؟ بن يختار الا يغضب ، كيف ؟ إن بين المؤثر والاستجابه مسافه ، فإذا قال أحدهم او فعل شيئا اغضبه فليستغل هذه المسافه حتى يتحكم فى غضبه ، وقد سهّل الرسول (ص) على الغاضب مسأله التحكم فى ذاته وذلك بأن أوصاه أن يذهب ليتوضأ قبل ان يبادر برد الفعل ، وذلك لان الغضب من الشيطان ، والشيطان خلق من نار ، والماء يطفأ النار ، وفى الوقت المطلوب للوضوء يكون الانسان قد فكر جيدا فى رد فعله ، لانه من التفكير الجيد التفكير فى ما سيترتب على اى قول او فعل قبل قوله او فعله ، والحكماء قالوا " أن الكلمه اذا لم تنطقها ملكتها ، ولكن اذا نطقت بها فقد ملكتك " ، والرسول يحذر من الكلمه فيقول " ان احدكم ليتكلم بالكلمه – لايلقى لها بالا – تهوى به فى النار سبعين خريفا "
فلابد ان يتحكم الانسان فى مشاعره ويجيد اداره عواطفه ، وذلك يأتى بالتدريب الطويل ، كما قال الرسول الكريم (ص) " انما الحلم بالتحلم وانما العلم بالتعلم " ، وحسن اداره العواطف هى احد اهم مهارات النجاح فى الحياه
فليتنا ندرك مشاعرنا ( ادراك الذات ) ثم نحاول التحكم فيها ( اداره الذات ) كما ان من مهارات الذكاء الوجدانى ايضا القدرة على ( تحفيز الذات ) ، وهل هناك حافز اعلى من ان يحبنا الله ورسوله ، إذا ا ً فلنتبع الرسول الكريم (ص) حتى يحبنا الله ورسوله ، وان نقول لمن نحبه فى الله من اصدقائنا ذلك ، وان نقول لزوجاتنا احبك اثنى عشره مره فى اليوم والليله ، لان من اهم القربان ادخال السرور على مسلم ( أومسلمه ) ، وان نحاول الانحب الا من يحب الله ودينه ، وان نحاول الاحسان ( الاتقان والرحمه ) فى كل شىء ، واهم جانب فى الجوانب الوجدانيه هو القدره على التحكم فى الغضب ، وكما قال سقراط ’الحكمه ان يغضب من الشخص المناسب فى الوقت المناسب بالقدره المناسب لغرض مناسب ‘ .


13 comments:

  1. صرك الله على ما انت فيه ، فهكذا الأحرار في دنيا العبيد

    ReplyDelete
  2. لا حول ولا قوة الا بالله .. وللشيب وقار .. ربي يصبرك ويعوضك خير اخي

    ReplyDelete
  3. فك الله اسرك يا دكتور

    ReplyDelete
  4. هناك سجناء خارج القضبان وأحرار بداخلها قواكم الله يادكتور

    ReplyDelete
  5. فك الله أسرك وكل الأحرار معك
    احرار فى زمن العبيد

    ReplyDelete
  6. لا يدفع سوي الرجال ثمن شبء لم ولن يأخذوه
    https://www.facebook.com/groups/587769754691373/

    ReplyDelete
  7. فك الله أسرك و أسعدك في الدنيا والآخرة

    ReplyDelete
  8. والله لسجنك اشرف من حريتنا ... فسجن على الحق خير من جنة على الباطل

    ReplyDelete
  9. اللهم فكل اسرك يا استاذنا انت وكل الاحرار....اللهم انصر الحق واهله

    ReplyDelete
  10. اثابك الله خير الجزاء علي ما افادتنا به والاصرار علي افادة الناس رغم جميع الظروف و علي ما ابتلاك به وثبتك وكل من معك وجميع المعتقلين ظلما

    ReplyDelete